اشعار حب وغزل أشعار كلها رقة وسمو بتعابير رومانسية تلين أقسى القلوب وتأخدك لعوالم شاعرية ممتعة أبيات شعرية مختارة بعنياة من قصائد نزار قباني

اشعار حباشعار حب

 

اشعار حب أنتِ لي

اشعار حب وغزل

 

تقولُ أغانیك عندي

تعیش بصدري كعقدي

وشِعركَ .. هذا الطلیقُ الأنیقُ

لصیقٌ بكبدي

فمنه أكحل عیني

ومنه أعطر نهدي

فبیتٌ بلون عیوني

وبیتٌ بحمرة خدي

یدثرني حین یأتي الشتاء

فیذهب بردي

وأحفظ منه الكثیرَ الكثیرَ

وأجهل قصدي

كأنكَ رشة طیب عریق

تفشت ببردي

وحسك أنكِ في كل بیتٍ

كسلةِ وردِ

 

 

تقولُ أغانیك عندي

تعیش بصدري كعقدي

وشِعركَ .. هذا الطلیقُ الأنیقُ

لصیقٌ بكبدي

فمنه أكحل عیني

ومنه أعطر نهدي

فبیتٌ بلون عیوني

وبیتٌ بحمرة خدي

یدثرني حین یأتي الشتاء

فیذهب بردي

وأحفظ منه الكثیرَ الكثیرَ

وأجهل قصدي

كأنكَ رشة طیب عریق

تفشت ببردي

وحسك أنكِ في كل بیتٍ

كسلةِ وردِ

 

 

عندَ جدار البیتِ .. ذاتَ یوم

أقبلت نحوي تسألین : ما اسمي ؟

كنتِ بعمر البرعم المندى

أعوامك العشرة لم تتمي

جدائل رعوشة .. وصدرٌ

كقطعة الحریر لم یشمّ ..

وكنتُ تحت الشمس مستریحاً

أنقش في التراب ألفَ رسم

أعدو مع العبیر دونَ هم

وجئتي أنت . جاء همي ..

سألتني اللعب معي .. ورحنا

نقطر الضوء بكل نجم

وندرز الصباح وشوشات

منطرحین في جوار كرم

طعامنا اللثم .. فلو نهینا

عنه ، إذن متنا بغیر لثم

 

إقرأ أيضا: كلام عن الحب

 

أنت لي

إلى متى أعتكف ؟

عنها ، ولا أعترف

أضلل الناس .. ولوني

باهت منخطف

وجبهتي مثلوجة

ومفصلي مرتجف

أیجحد الصدر الذي

ینبع منه الصدف

وهذه الغمازة الصغرى

وهذا الترفُ

تقول لي: ” قل لي .. ”

فأرتد ولا أعترف

وأرسم الكلمة في الظن

فیأبى الصلف

وأذبح الحرف على

ثغري فلا ینحرف

یا سرها .. ماذا یهم الناس

لو هم عرفوا

 

 

همستك الحلوة في الهاتف

أحلى من المعزف والعازف

لثغاء .. قولي . إنني ذرة

على عقیق الأحمر الواجف

لا تقطعي سحبة قیثارةٍ

عني ، دمي للموعدِ الخائفِ

حنجرة رائقة زقزقت

في مسعى ، كالوتر الراجف

من صاحب المیعاد ؟. مجهولة

تمثلت كالحلم الطائف

فم ینادیني .. حنون الصدى

إلى لقاء ، مزھر ، وارف

أكادُ أستنشق .. رغم المدى

رائحة القمیص والسالف

لهاثها عندي .. وأنفاسها عندي ..

وحمى صدرها العاصف ..

قد التقینا .. قبل أن تلتقي

على شریط ، دافئ ٍ ، عاطفي

تفجر السلك ندى .. واكتسى

برعماً .. من بوحكِ الخاطفِ

 

 

قامت إلى قارورة

محمومة الرحیق

طلاؤها الوردي

وهج الكرز الفتیق

واستلتِ المبرد منْ

غمدٍ له رقیق ِ

ینحتُ عاجَ ظفرها

المدلل النمیق

وغردَ المقص فوق

المرمر الغریق

یحصد في نقلته

نحاتة البریق

ویأكل النورَ الذي

تاهَ عن الطریق

 

 

وحبيبتي .. إذا ضحكتْ

یسیل اللیلُ موسیقا

تطوقني بساقیة

من النهوند تطویقا

فأشرب من قرار الرصدِ

إبریقاً فإبریقا

تفننُ حین تطلقها

كحقّ الورد تنسیقا

وتشبعها – قبیل البث –

ترخیماً وترقیقا

 

إقرأ أيضا: قصص حب قصيرة

أحبكِ .. حتى یتم انطفائي

بعینین، مثل اتساع السماء

إلى أن أغیبَ وریداً .. وریداً

بأعماق منجدل ٍ كستنائي

إلى أن أحس بأنك بعضي

وبعضُ ظنوني .. وبعضُ دمائي

أحبكِ .. غیبوبة ً لا تفیق

أنا عطشٌ یستحیل ارتوائي

أنا جعدة في مطاوي قمیص

عرفتُ بن فضاته كبریائي

أنا – عفو عینكِ – أنتِ . كلانا

ربیعُ الربیع .. عطاءُ العطاءِ

أحبكِ .. لا تسألي أي دعوى

جرحتُ الشموس أنا بادعائي

إذا ما أحبكِ .. نفسي أحب

فنحن الغناءُ .. ورجعُ الغناءِ ..

 

 

ثم دستْ یدها في صدرها

فدمي سكرانُ في أوردتي

أفرجت راحتها ، واندفعت

حلقات الطیب في صومعتي

أھي منها .. بعد تشرید النوى ؟

سلم الله الأصابع التي ..

وردة ٌ .. سیدة ُ الورد .. ألا

قبلي عني یديْ ملهمتي

في إناء الوردِ .. لن أجعلها

إنني غارسها في رئتي

لیلة ٌ ساهرني العطر بها

واستحمت بالندى أغطیتي

وتلمستُ سریري .. فإذا

كلّ شيء .. عاشق في حجرتي

لو أحال الله قلبي .. وردة

لا أرد الفضل یا سیدتي

 

 

أأنتَ الذي یا حبیبي .. نقلتَ

لزُرْق ِ العصافیر أخبارنا ؟

فجاءتْ جموعاً .. جموعاً

تدقُّ مناقیرها الحمرُ شباكنا

وتغرق مضجعنا زقزقات

وتغمر بالقش أبوابنا

ومنْ أخبرَ النحل عن دارنا ؟

فجاءَ یقاسمنا دارنا

وهل قلتَ للوردِ حتى تدلى

یزركش بالنور جدراننا ؟

ومنْ قص قصتنا للفراش ؟

فراحَ یلاحق آثارنا

سیفضحنا یا حبیبي العبیرُ

فقد عرفَ الطیبُ میعادنا

 

أنت لي

أكرھها .. وأشتهي وصلها

وإنني أحب كرهي لها ..

أحبّ هذا اللؤم في عینها

وزورها إن زورت قولها

والمحُ الكذبة في ثغرها

دائرة ً .. باسطة ً ظلها

عینُ كعین الذئب محتالة ٌ

طافتْ أكاذیب الهوى حولها

قد سكنَ الشیطانُ أحداقها

واطفأت شهوتها عقلها

أشك في شكي إذا أقبلت

باكیة شارحة ذلها

فإن ترفقت بها .. استكبرتْ

وجررتْ ضاحكة ً ذیلها

إنْ عانقتني كسرت أضلعي

وأفرغت على فمي غلها

 

 

أنا جبانٌ ؟؟ سوادي

ثلجٌ .. وعهري عفافُ

لا . . لن ینالكِ غیري

وفي یديَّ اعترافُ !!

 

 

لا تَسـألوني .. ما اسمُه حبیبي

أخشَى علیكمْ ضَوعَةَ الطُّیوبِ

واللهِ.. لو بُحْـتُ بأيِّ حَرْفٍ

تَكَـدَّسَ اللّیـلَكُ في الدُّروبِ

لا تبحَثوا عَنه هـنا بِصَدري

تركتُه یَجري مَعَ الغُـروبِ

ترونَه في ضِـحكَةِ السَّواقي

في رَفَّةِ الفَرَاشَـةِ اللَّعُـوبِ

في البحرِ، في تنفّسِ المَراعي

وفي غـناءِ كُـلِّ عَندلیـبِ

في أدمُع الشِّـتَاء حینَ یَبكي

وفي عطاءِ الدیمَةِ السَّكُوب

لا تسـألوا عن ثَغرِهِ .. فهلا

رأیتـمُ أنَـاقَـةَ المَـغِـیبِ

ومُـقلَتَاهُ شَـاطِئا نَـقَـاءٍ

وَخَصرُهُ تَهزهـزُ القَضیبِ

مَحاسِـنٌ… لا ضَمَّها كِتابٌ

ولا ادَّعَتْها رِیشَـةُ الأدیبِ

وصَـدرُهُ.. ونَحـرُهُ.. كَفَاكُمْ

فلن أبـوحَ باسـمِه حَبیبي

 

 

یا حبیبي .. على فمي احترقَ الشوقُ

فرفقاً بالأحمر المجموع

ضمني .. ضمني .. وحطم عظامي

والتهم مبسمي .. وكسرْ ضلوعي

واحتضني مثل الشتاء .. فإني

في الهوى ، لا أطیقُ ضعفَ الربیع ِ

یا حبیبي .. والجدُ یبكي بعیني

ربّ عین ٍ تبكي بغیر دموع ِ

یا حبیبي .. خذني لدفءِ ذراعیكَ

فعمر الهوى كعمر الشموع

لكَ شعري النثیرَ .. نم فوقَ شعري

وتوسدْ رخامَ صدر ٍ رضیع ِ

أنا أهواكَ ، فوق ما یشردُ الظنُّ

وفوقَ الهوى .. وفوقَ الولوع

 

شعر تاريخ النساء

اشعار حب وغرام

 

إقرأيني .. كي تـُحسي . دائماً بالكبرياءْ

إقرأيني .. كلما فتشتِ في الصحراء عن قطرة ماءْ

إقرأيني .. كلما سدوا على العشاق أبوابَ الرجاءْ

أنا لا أكتبُ حُزْنَ امرأةٍ واحدةٍ

إنني أكتبُ تاريخَ النساءْ …

 

 

في البدء كان الشعرُ ، والنثرُ هو استثناءْ

في البدء كان البحرُ ، والبرُّ هو استثناءْ

في البدء كان النهدُ ، والسفحُ هو استثناءْ

في البدء كنتِ أنتِ .. ثم كانتِ النســـــاء

 

 

أريدكِ أنثى ..

وهذا رجائي الوحيدُ إليكِ

وآخرُ أمنيةٍ أتوجهُ فيها إلى شفتيكِ

أريدكِ باسم الطفولة أنثى ..

وباسم الرجولة أنثى ..

وباسم الأمومة أنثى ..

وباسم جميع المُغنين والشعراءْ

وباسم جميع الصحابة والأولياءْ

أريدكِ أنثى ..

فهل تقبلينَ الرجاءْ ؟

أريدكِ أنثى اليدينْ

وأنثى بهسهسةِ القرط في الأذنين

وأنثى بصوتكِ .. أنثى بصمتكِ ..

أنثى بضعفكِ .. أنثى بخوفكِ

أنثى بطهركِ .. أنثى بمكركِ ..

أنثى بمشيتكِ الرائعهْ

وأنثى بسُلطتكِ التاسعهْ ..

وأنثى أريدكِ ، من قمةِ الرأس للقدمينْ ..

فكوني سألتكِ كلَّ الأنوثةِ ..

أريك أنثى ..

لأن الحضارةَ أنثى ..

لأن القصيدةَ أنثى ..

وسنبلةَ القمح أنثى ..

وقارورةَ العطر أنثى ..

وباريسَ – بين المدائن  أنثى ..

وبيروتَ تبقى – برغم الجراحات – أنثى ..

فباسمِ الذين يريدونَ أن يكتبوا الشعرَ .. كوني امرأهْ ..

وباسمِ الذين يريدونَ أن يصنعوا الحبَّ … كوني امرأهْ ..

 

 

أنا لم أعشقكِ حتى الآنَ .. لكنْ ..

سوفَ تأتي ساعةُ الحبِّ التي لا ريبَ فيها ..

وسيرمي البحرُ أسماكاً على نهديكِ لم تنتظريها .

وسيهديكِ كنوزاً ، قبلُ ، لم تكتشفيها ..

سيجيءُ القمحُ في موعدهِ ..

ويجيءُ الوردُ في موعدهِ ..

وستنسابُ الينابيعُ ، وتخضرُّ الحقولْ

فاتركي الأشجارَ تنمو وحدها ..

واتركي الأنهارَ تجري وحدها ..

فمن الصعب على الإنسان تغييرُ الفصولْ ..

 

 

ربما كنتِ أرقَّ امرأةٍ ..

وُجدتْ في الكون ، أو أحلى عروسْ ..

ربما كنتِ برأي الآخرينْ

قمرَ الأقمار، أو شمسَ الشموسْ

ربما كنتِ جميلهْ ..

مثلَ لونِ البحر ، أو لون الطفولهْ

غيرَ أنَّ الحبَّ – مثلَ الشعر عندي –

لا يـُلبيني بيـُسْر وسهولهْ ..

فاعذريني إن ترددتُ ببوحي ..

وتجاهلتكِ صدراً ، وقواماً ، وجمالا ..

إنَّ حبي لكِ ما زالَ احتمالا ..

فاتركي الأمرَ إلى أنْ يأذنَ آللهُ تعالى ..

 

حبيبتي

اشعار حب

 

إشربي القهوةَ ، يا مائية الصوتِ ، وخضراءَ العيونْ ..

فعلى خارطة الأشواق لا أعرفُ في أي مكانٍ سأكونْ ..

ومتى يذبحني سيفُ الجنونْ ؟

فلماذا تكثرينَ الأسئلهْ ؟

ولماذا أنتِ ، يا سيدتي ، مستعجلهْ .؟

أنا لا أنكرُ إعجابي بعينيكِ ، فإعجابي بعينيكِ قديمْ ..

لا ولا أنكر تاريخي مع العطر الفرنسي الحميمْ

ومه النهد الذي كسَّر أبوابَ الحريمْ ..

غير أني لم أزلْ أفتقدُ الحبَّ العظيمْ ..

آهِ ما أروهَ أن ينسحقَ الإنسانُ في حبٍّ عظيمْ ..

فامنحيني فرصةً أخرى .. فقد

يكتبُ آللهُ عليَّ الحبَّ .. وآللهُ كريمْ ..

 

 

الركبة الملساءُ .. والشفةُ الغليظةُ ..

والسراويلُ الطويلةٌ والقصيرهْ

إني تعبتُ من التفاصيل الصغيرهْ ..

ومن الخطوط المستقيمةِ .. والخطوط المستديرهْ …

وتعبتُ من هذا النفير العسكريِّ

إلى مُطارحة الغرامْ

النهدُ .. مثلُ القائد العربيّ يأمرني :

تقدمْ للأمامْ ..

والفلفلُ الهنديّ في الشفتين يهتفُ بي :

تقدمْ للأمامْ ..

والأحمرُ العنبيُّ فوق أصابع القدمينِ .. يصرخُ بي

تقدمْ للأمامْ ..

إني رفعتُ الرايةَ البيضاءَ ، سيدتي ، بلا قيدٍ ولا شرطٍ

ومفتاحُ المدينة تحت أمركِ ..

فادخليها في سلامْ ..

جسدي المدينةُ ..

فادخلي من أيّ بابٍ شئتِ أيتها الأميرهْ ..

وتصرفي بجميع ما فيها .. ومن فيها …

وخليني أنامْ ..

 

 

مايا

على ( الموكيتْ ) حافيةٌ ..

وتطلبُ أن أساعدها على ربط الضفيرهْ

وأنا أواجهُ ظهرها العاري ..

كطفلٍ ضائعٍ ما بين آلاف الهدايا ..

الشمسُ تشرقُ دائماً من ظهر مايا …

 

 

مايا وراء ستارة الحمام واقفة آسنبلةٍ ..

وتروي لي النوادرَ والحكايا ..

وأنا أرى الأشياءَ ثابتةً .. ومائلةً ..

وحاضرةً .. وغائبةً ..

وواضحةً.. وغامضةً ..

فتخذلني يدايا ..

مايا مبللةٌ وطازجةٌ آتفاحِ الجبالِ ..

وعند تقاطع الخلجان قد سالتْ دمايا ..

مايا تكررُ أنها ما لامستْ أحداً سوايا ..

وأنا أصدق آلّ ما قالَ النبيذُ ..

ونصفَ ما قالتهُ مايا ..

مايا تقولُ بأنها امرأتي ..

ومالكتي ..

ومملكتي ..

وتحلفُ أنها ما ضاجعتْ أحداً سوايا ..

وأنا أصدقُ خلّ ما قالَ النبيذُ ..

ورُبعَ ما قالته مايا

 

 

في نهايات شهر ديسمبر من خل عامْ

يصبحُ دمي بنفسجياً ..

تهجمْ خرياتُ العشق على بقية الكرياتْ

وتأكلها …

تهجمُ الكلمةُ الأنثى على بقية الكلماتْ

وتطردها …

ويكتشفون من تخطيط قلبي ..

أنه قلبُ عصفورْ ..

أو قلبُ سمكهْ ..

وأن مياهَ عينيكِ الدافئهْ ..

هي بيئتي الطبيعيهْ

والشرطُ الضروريّ لاستمرار حياتي

في نهاياتِ شهر ديسمبر من كلّ عامْ

عندما تصبحُ المكتباتْ

غابةً من البطاقات الملونهْ

ويصبحُ مكتبُ البريدْ

حقلاً من النجوم … والأزهار … والحروف المقصّبهْ

أقعُ في إشكالٍ لغويّ كبيرْ ..

أسقطُ من فوق حصان الكلماتْ

كرجلٍ لم يرَ الخيلَ في حياتهْ ..

ولم يرَ النساءْ ..

أخذُ صفراً في الأدبْ

أخذُ صفراً في الإلقاءْ

رسبُ في مادة الغزلْ

لأنني لم أستطع أن أقولَ بجملةٍ مفيدهْ

كم أنتِ رائعهْ

وكم أنا مقصّرٌ في مذاكرة وجهك الجميلْ

وفي قراءة الجزءِ العاشرِ بعد الألفْ ..

من شعركِ الطويلْ …

اشعار حباشعار حب

عام جديد

إشتغلتُ عاماً آاملاً

على قصيدة تلبسينها عام 2020

كلّ الهدايا متوفرةٌ في الأسواقْ

إلا هدايا القلبْ

كلّ الأساور صغيرةٌ على يديكِ

إلا أساورَ حناني …

إثني عشرَ شهراً .. وأنا أشتغلْ

كدودة الحرير أشتغلْ ..

مرةً بخيطٍ ورديّ ..

ومرةً بخيطٍ برتقاليّ ..

حيناً بأسلاك الذهبْ

وحيناً بأسلاكِ الفضهْ

لأفاجئكِ بأغنيهْ ..

تضعيها على كتفيكِ كشالِ الكشميرْ ..

ليلة رأس السنهْ ..

وتثيرينَ بها مخيلةَ الرجال .. وغيرةَ النساءْ ..

إثني عشر شهراً ..

وأنا أعملُ كصائغٍ من آسيا ..

في تركيب قصيدةٍ ..

تليقُ بمجد عينيكِ ..

أشكّ اللؤلؤةَ باللؤلؤهْ ..

والياقوتةَ بالياقوتهْ ..

والدمعةَ بالدمعهْ ..

وأصنعُ منها حبلاً طويلاً .. طويلاً من الكلماتْ

أضعهُ حول عنقكِ .. وأنا أبكي …

إثني عشرَ شهراً

وأنا أعملُ كنسّاجي الشامْ

وفلورنسا .. والصين .. وبلاد فارس

في حياكة عباءةٍ من العشقْ ..

لا يعرفُ مثلها تاريخُ العبآتْ .

ولا تاريخُ الرجالْ ..

إثني عشرَ شهراً ..

وأنا في أكاديمية الفنون الجميلهْ

أرسمُ خيولاً بالحبر الصينيّ

تشبهُ انفلاتَ شعركْ

وأعجنُ بالسيراميك أشكالاً لولبيهْ

تشبهُ استدارةَ نهديكِ ..

على القماش رسمتْ ..

وعلى الزجاج رسمتْ ..

وعلى المطر .. والبحر .. ودفاتر الليل رسمتْ ..

صنعتُ الأصواتَ التي لها رائحهْ ..

والرائحةَ التي لها صوتْ ..

ورسمتُ حول خصرك زيحاً بالقلم الأخضرْ ..

حتى لا يخطر بباله أن يصبح فراشةً .. ويطيرْ

إثني عشرَ شهراً ..

وأنا أكسر اللغةَ إلى نصفينْ ..

والقمرَ إلى قمرينْ ..

قمرٍ تستلمينهُ الآنْ ..

وقمرٍ تستلمينهُ في بريد عام 2020

 

أحبكِ

سأقولُ لكِ ” أحبكِ ” ..

عندما أشعر أن كلماتي صارت تستحقكِ ..

وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ..

ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفسينه يمرُّ برئتي أنا ..

وتصبحُ اليد التي تضعيها على مقعد السيارة ..

هي يدي أنا ..

سأقولها ، عندما أصبح قادراً ،

على استحضار طفولتي ، وخيولي ، وعساكري ،

ومراكبي الورقيهْ ..

واستعادةِ الزمن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ .

حين كنتِ ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي ..

فأغطيكِ ، عندما تنعسينْ ..

بشرشفٍ من نجوم الصيف

سأقولُ لكِ ” أحبكِ ”

عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدهْ ..

ويصبح النومُ على ورقة الكتابهْ

شهياً ومدمراً كالنوم معكِ ..

ليسَ الأمرُ سهلاً كما تتصورينْ ..

فأنا لا أستطيع أن أحبّ امرأهْ ..

خارجَ إيقاعاتِ الشعرْ ..

ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجأهْ

كلمةً كلمهْ ..

ومقطعاً مقطعاً ..

إنني لا أعاني من عقدة المثقفينْ ..

لكنّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلمُ بذكاءْ

والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلهْ ..

إن شرطَ الشهوةَ عندي ، مرتبطٌ بشرط الشعرْ

فالمرأة قصيدةٌ أموتُ عندما أكتبها ..

أموتُ عندما أنساها ..

 

اشعار حب : عيوني

خذي الوقتَ الذي تستغرقهُ اللؤلؤةُ لتتشكلْ .

والسنونوةُ لتصنعَ بجناحيها صيفاً ..

خذي الوقتَ الذي تستغرقهُ الدمعةُ ..

لتصبحَ كتابَ شعرْ ..

خذي الوقتَ الذي يستغرقهُ النهدُ ..

ليصبحَ حصاناً أبيضْ ..

خذي الأزمنةَ التي ذهبتْ ..

والأزمنة التي سوف تأتي ..

فالمسافةُ طويلهْ ..

بين آخر النبيذ .. وأول الكتابهْ

وأنا لستُ مستعجلاً عليكِ ..

أو على الشعرْ ..

فالعيونُ الجميلةُ غيرُ قابلةٍ للاغتصابْ ..

والكلماتُ الجميلةُ غيرُ قابلةٍ للاغتصابْ ..

والذين لهمْ خبرةٌ بشؤون البحرْ ..

يعرفونَ أنّ السفنَ الذكيةَ لا تستعجلُ الوصولْ ..

وان السواحلَ هي شيخوخة المراكبْ ..

خذي وقتكِ ..

أيتها السيدةُ التي تصطنعُ الهدوءْ

إنني لا أطالبكِ بارتجالِ العواطفْ ..

فلا أحدَ يستطيع تفجيرَ ماء الينابيعْ

ولا أحدَ يستطيعُ رشوةَ البرق والرعدْ ..

ولا أحدَ يستطيعُ إكراهَ قصيدةٍ

على النوم مع شاعرٍ لا تريدهْ

خذي وقتكِ ..

إن نار الحطب لا تزال في أولها ..

ونارَ القصيدة لا تزال في أولها ..

وأنا لستُ مستعجلاً على انشقاق البحرْ ..

وذوبانِ الثلوج .. على مرتفعات نهديكْ ..

إنني لا أطالبكِ بإحراق سفنكْ ..

والتخلي عن مملكتك .. وحاشيتكْ .. وامتيازاتك الطبقيهْ ..

لا أطالبكِ بأن تركبي معي فرسَ الجنونْ ..

فالجنونُ هو موهبةُ الفقراء وحدهم ..

وأنتِ تريدينَ أن تحتفظي بتاج الملكاتْ ..

لا بتاج الكلماتْ ..

أنتِ امرأةُ العقل الذي يحسب حساباً لكل شيءْ

وأنا رجلُ الشعر الذي لا يقيم حساباً لأي شيءْ .

 

 

أيتها الرصينةُ كموظفةٍ في بنكٍ عربي مؤممْ ..

إبتسمي قليلاً ..

ففمكِ لا بأس به إذا رششتهِ بماء الفرحْ ..

وعيناكِ لا بأسَ بهما ..

إذا كحلتهما بقليلٍ من الحنانْ ..

إكسري الزجاجَ الذي يفصل بين صوتي وغاباتك الشاسعهْ

بين أصابعي .. وأقاليمكِ الاستوائيهْ ..

بين حصاني . ومزارعكِ الطازجةِ العشبْ …

 

 

صحيحٌ أنّ التاريخَ يعيد نفسهْ ..

ولكنّ الأنوثةَ – يا سيدتي – لا تعيدُ نفسها أبداً ..

إنها شرارةٌ لا تقبلُ النسخَ والتكرارْ ..

هذا ما كنتُ أشرحهُ لكِ ، وأنتِ في السادسةَ عشرهْ ..

يومَ كانت الشمسُ لا تغيبُ عن ممتلكاتكْ ..

وجيوشكِ تملأ البحرَ والبرّ ..

وجسدكِ الياسميني .. يأمرُ .. وينهى …

ويقولُ للشيء : كنْ .. فيكونْ ….

ما الذي أستطيع أن أفعلهُ من أجلكْ ؟

أيتها السيدة التي بيني وبينها ..

أسرارٌ غيرُ قابلةٍ للنشرْ ..

وذنوبٌ صغيرةٌ غيرُ قابلةٍ للغفرانْ ..

هل تتذكرينْ ؟

كمْ كنتِ مجنونةً في السادسةَ عشرهْ

وكيف كنتِ تتحدثين .. كملوك فرنسا ..

عن حقكِ الآلهي الذي لا يناقشْ ..

في قتل كلّ رجلٍ ..

يعشقُ امرأةً غيركِ من نساء المملكهْ ..

وقتل كلّ امرأةٍ ..

تخرجُ مع رجلٍ يعجبكِ من رجال المملكه

أيتها المرأةُ التي سحقتْ كلّ معارضيها ..

وأعدمتْ كهنتها وعرافيها ..

وأغلقت الصحفَ .. وسحقتْ الحرياتْ

ورفعتْ تماثيلها في الساحات العامهْ ..

ووضعتْ صورها على طوابع البريدْ .

ما الذي أستطيع أن أفعلهْ ؟

لأخففَ عنكِ وجع الهزيمهْ

ومرارةَ السقوط عن العرشْ ..

أيتها السلطانةُ التي فقدتْ سلطانها

ما الذي أستطيعُ أن أفعلهُ ؟.

لأحرركِ من مركباتِ العظمة الفارغهْ ..

وأعيد إلى عينيكِ السوداوينِ لونهما الطبيعي

ما الذي أستطيعُ أن أفعلْ ؟

لأعيدَ جسدكِ حليبياً كما كانْ

وعشقي لكِ  كما كانْ.. بدائياً .. همجياً .. إنتحارياً …

كما كانْ …

في سالف الزمانْ !!

 

اشعار حب من نظم العندليب نزار قباني