الزواج عن حب أم زواج الصالونات .. من الأنجح

الزواج رباط مقدس وقبل ذلك فهو ربما أكبر مشروع يستثمر فيه الفرد، فقد يكون سببا لفرحك وسعادتك في حياتك وقد يكون لا قدر الله سببا لتعاستك وحزنك ومرضك. الجميع يعلم هذا ولهذا السبب المقبلين على الزواج يرهقون تفكيرهم ابتغاء زواج ناجح. ومن بين ما يتباذر للذهن سؤال هل الجواز عن حب انجح ام زواج الصالونات ؟ من الأفضل الزواج عن حب أم زواج الصالونات ؟

ليتم الجواب عن هذا السؤال من خلال مقارنات عديدة، لأقراب أو أصدقاء ممن تزوجوا عن حب أو عن طريق زواج الصالونات… لتجد أجوبة متعددة وكثيرة، والأهم أنك لن تجد أجوبة حقيقية وواقعية خصوصا إن تعلق الأمر بمعارف أو أصدقاء غير مقربين.

فالكثير من الأزواج لا يظهرون حقيقة علاقاتهم، سعادتهم وانسجامهم وحبهم قد يكون فقط مشهد تمثيلي.. تلك المودة والرحمة قد تكون فقط بروتوكول للحفاظ على المظهر أو لإغاضة الآخرين… حقيقة العلاقة الزوجية لا يعلمها إلا الزوجين.

ناهيك عن كون بعض الأزواج بطبيعتهم يتحملون ثقل العلاقة، تجدهم متذمرين داخليا لكن لا يظهرون شيء من ذك. فقط يتعايشون على أمل غد أجمل..

أما واقعيا فالجواب عن سؤال من الأنجح الزواج عن حب أم زواج الصالونات، ليس مرتبط بإحصائيات ولا بنماذج. الجواب ببساطة هو أن نجاح الزواج مرتبط بالأزواج أكثر من ارتباطه بنوعية الزواج.

العديد من الزيجات التي تمت عن حب لم تستطع إنجاح حتى سنة من الزواج ليكون الطلاق هو الحل لزوجين ظلا يحلمان بذلك اليوم الذي سيجتمعان فيه تحت سقف واحد.

وكذلك العديد من الزيجات لم تستمر إلا شهور قليلة وكانت زواج صالونات ثم مباركة الأهل…

وعلى النقيض العديد من الأمثلة لمن كان حقيقة الحب هو السند لهم وهو العامل الحاسم الذي مكنهم من تجاوز عثرات الحياة، وكذلك أمثلة عديدة لزيجات تمت عن طريق زواج الصالونات وعرفت حب ومودة وانسجام جميل بين الزوجين.

إقرأ أيضا: 10 أسئلة لمعرفة هل زوجك لا يزال مغرما بك

مشكل الزواج عن حب أم زواج الصالونات

بحكم عملي عايشت العديد من الأزواج وواكبت الكثير من العشاق، وخلصت لكون غالبية المشاكل تكون بسبب غياب الواقعية والصراحة. الكذب ليس بالضرورة على الطرف الآخر، فالعديد يعانون من عدم قدرتهم مواجهة أنفسهم بصراحة وتحديد ما يريدونه وما هو الأنسب لهم.

العديد من الأزواج ممن تزوجوا عن طريق الحب ووجدوا مشاكل للاستمرار في هذا الزواج، لم تكن تلك المشاكل غائبة عن ذهنهم قبل الزواج، بل كانوا مدركينها فقط أعماهم الحب وظنوا أن الحب والزواج والاستقرار سيغيّر الآخر. العديد تغاضوا عن تصرفات وسلوكيات ظنا أن الزواج هو الحل. ليصطدموا بواقع آخر مفاده أن الزواج لن يغيّر كثيرا من ذلك الشخص بل يمكن أن يُظهر سلوكيات وأمور أخطر وأعمق كانت غائبة في السابق.

العديد من الأزواج واجدوا أنفسهم مع أشخاص لم يعرفونهم من قبل، وهذا مشكل شائع بشكل أكبر في زواج الصالونات. ككل البدايات الجميع يظهر الجانب الجميل والوديع من شخصيته، والبعض يتشبت بهذا الجانب ويعميه الإعجاب ليظن أن ما تبقى من التفاصيل هي غير مهمة بل يتخيّلها وفق هواه… ليجد نفسه بعد الزواج مرتبط بشخص يكاد يجزم أنه غير الذي عرفه وقت الخطوبة…

إقرأ أيضا: الزواج أم الحب ؟ أيهما الأهم لتحقيق الاستقرار

اختيار الشريك مفتاح نجاح الزواج

يعد اختيار الشريك خطوة مصيرية يجب التفكير فيها بعناية وتأني سواء كان ذلك عن حب أم زواج صالونات. فرغم أنني أدافع دوما عن الحب وعملي له ارتباط وثيق بالحب… فإنني مقتنع بفكرة أن كثير من المتحابين لا يليق لهم الزواج، تجدهم في قمة الإنسجام وفرحين بعلاقتهم لكن بمجرد زواجهم تتغير الأمور رأسا على عقب.

اختيار الشريك يجب أن يولى بعناية فائقة لأن الشريك المناسب يسهم في بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة، بينما الشريك غير المناسب قد يؤدي إلى صراعات وتوترات تضرك وقد تكون سبب مأساة حياتك.

لذلك عوض التفكير في الأنجح هل الزواج عن حب أم زواج الصالونات. أحرص على:

• التوافق الشخصي والقيمي: يجب أن يتمتع الشريكان بتوافق شخصي وقيمي، حيث يشكل هذا الأساس القوي لبناء علاقة زوجية متينة. من المهم أن يشعر الزوجان بالارتياح والتفاهم المتبادل وهذا لن يتأتى لزوجين لهما معتقدات مختلفة وإيديولوجيات متضاربة..
• التوافق العاطفي: يلعب العامل العاطفي دوراً مهماً في نجاح العلاقة الزوجية. يجب أن يكون هناك تفاهم واحترام ودعم متبادل بين الشريكين، اختاروا من ترتاح لهم أعينكم وقلوبكم وأرواحكم فهذا شرط أساسي وضامن للاستقرار الزوجي.
• التوافق الاجتماعي والثقافي: يسهم التوافق الاجتماعي والثقافي بشكل كبير في تقديم بيئة مشتركة ملائمة للشريكين، مما يجعل التفاعلات اليومية أكثر سلاسة وسهولة ما سيجنبكم الكثير من المشاكل والعقبات.
• التوافق الجنسي: اختاروا من تشعرون اتجاههم بالرغبة، العديد من الأزواج عانوا كثيرا بسبب اختيارهم لشريك بسبب نسبه أو منصبه أو أعماله… فغياب الإحساس بالرغبة اتجاه الآخر ستنعكس سلبا على زواجكم، سيشعر بها الطرف الآخر وهو إحساس مدمر قاتل لكل جميل في العلاقة.
• التوافق المستقبلي: يجب أن يكون هناك توافق بين الشريكين بشأن الأهداف والطموحات المستقبلية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استقرار العلاقة الزوجية.

يعتبر اختيار الشريك خطوة حاسمة في رحلة الزواج، ولا ينبغي التساهل فيها. لا تتساهل بسبب الحب أو بسبب الإعجاب أو بسبب إلحاح الأقارب أو الأصدقاء… اختر بعناية الأنسب لك، لأن اختيارك سينعكس سواء بالسلب أو الإيجاب على حياتك.