قصة حب واقعية قصيرة قصة شاب لاقته الصدف بفتاة لم يعرف سوى بضعة تفاصيل وجهها ليصير مدمنا على تتبعها قبل أن يتحدى خجله ويتقدم لمحاورتها لتفاجئه برد حطمه

قصة حب واقعية قصيرة : فتاة القطارقصة حب واقعية قصيرة : فتاة القطار

قصة حب واقعية قصيرة : فتاة القطار – الجزء 1

نفس القطار

نفس التوقيت

نفس العربة

نفس النافذة

نفس المقعد

ونفس تسريحة الشعر غالبا

أراها حالمة

أحيانا حزينة

أحيانا غامضة

أهيم في خيالها

في نقطة انطلاقها

ووجهتها

تملكتني الغيرة من مرافقها

واستشطت غضبا خصوصا من الذكور منهم

عشقت ذوقها قبل ملامحها

سرحت كثيرا في قمصانها

وشاحها وأكسسواراتها

لكن لضحكتها سحر خاص

رغم عدم وضوحها

وأحيانا عدم تأكدي منها

عشقتها

أكملت الأجزاء الناقصة منها

همت فيها

ألمي يزداد كلما تعمقت في التفكير في تفاصيلها

ربما ليست بالبعيدة عني

ربما تستقل القطار من المحطة الأولى للمدينة

ربما تراقبني هي أيضا

تبادلني نظرات خاطفة

تبادلني نفس الاعجاب

نفس الشعور

نفس السحر

أو ربما هي مرتبطة

لكن حتما ليست سعيدة معه

تعاني من الكثير من المشاكل معه

لا تحبه

لم تعد تحبه

ربما لازالت تابع دراستها

وهائمة في قصة حب جارفة مع أحد زملائها

حتى وإن لم تكن كذلك

ستجد الكثيرين يريدون التقرب منها

يرمونها بكثير من كلمات الحسن والغزل

يطمحون في إعجابها

أو ربما تستقل القطار يوميا

للوصول لعملها

يتقرب منها الزميل بدعوى الصداقة

والمسؤول بدعوى العمل كفرقة

والمدير بدعوى مهاراتها ومؤهلاتها

لكن السر هو رقتها وجمالها

أنا أيضا شدة جمالها هي من جعلتني حبيس

نفس الكرسي

نفس الطاولة

نفس الناففدة

نفس المقهى

ونفس المحطة

المرة الأولى كانت صدفة

كنت قد قررت تناول فطوري بالمحطة

قبل أن أستقل قطاري

لكن سحرها لم يخطئني

أضافني لقائمة ضحاياها

يتملكني القلق والتوثر قبل وصول قطارها

أخيرا قررت التقرب منها

كنت مستعدا للذهاب واقفا جانب مقعدها

إن لم يكن رقم مقعدي بالقرب منها

ركبت القطر

لكن لم أجدها

لم أعثر على ذلك المقعد ولا تلك النافدة ولا حتى العربة

أخطأت أو تهت

أو ربما لم تأتي

ربما تأخرت وستركب القطار اللاحق

أو ربما استقالت من عملها الأمس

أو أقعدها المرض

ربما هي إجازتها المرضية

لكني لازلت متفائلا

ربما كان من الأفضل لقاؤها في يوم آخر

ربما كنت لأجدها بمزاج سيء

غرقت في الكثير من الأفكار

محاولا تجرع مرارة هذه الهزيمة

ومحاولا الابقاء على روح متفائلا

رغم قلقي الشديد وخوفي من أن يكون أمس هو آخر نظرة لي على أحرفها

قصة حب واقعية قصيرة : فتاة القطار – الجزء 2

 

وصلت للمحطة التالية وقررت النزول فلا داعي لإكمال الطريق

وشاحها أمامي

استد توثري

نفس اللون

تسريحة الشعر ذاتها

القامة نفسها

تملكني رعب شديد

هل هي الفتاة المقصودة

أم هي تهيئات

حاولت استجماع قواي

استرجاع الكلمات التي نويت قولها

نسيت كل شيء

ليس باستطاعتي حتى تجميع كلمات وجمل جديدة

عمدا صدمتها مستغلا فرامل القطار

هي

إنها هي

كما خلتها

كما حلمت بها

كما همت في تفاصيل وجهها

لدي بضعة ثوان للتحرك

لتحقيق تقدم ولو لبسيط

لكني عاجز

عن الكلام

والتفكير

أخرجت هاتفي

ابتسمت بتسامة ممزوجة بالخوف والقلق

سلمته إياها مطالبا برقمها

تجاهلت طلبي

لأجد طاقة خفية تستوطن عروقي

طلبتها مجددا برقمها

لكن هذه المرة بابتسامة بها الكثير من الثقة والبهجة

مرفوقة ب “لم أكبد كل هذا العناء للخروج خاسرا بهذا الشكل”

لتجبني بأنها ليست طرفا في معاركي

توقف القطار بطريقة مفاجئة كادت تسقطها

تمكنت من معصمها

شكرتني ونزلت

لم أضف كلمة بعد ذلك

صارعت الكثير من الأفكار المتناقضة

بين من تدافع عن كبريائي

وأخرى تحدثني عن الاصرار والإلحاح للوصول لأهدافي

وأخرى تذكرني بأن عشقي لها زاد بعد لقاء الصباح

تحسرت أنني لم أسألها عن مقعدها وهل غيرته

تحسرت عن عدم تحققي من رقم العربة بعد نزولي منها

تحسرت عن عدم الاصرار على محادثتها

لأقرر الحفاظ على عادتي

نفس الكرسي

نفس الطاولة

نفس الناففدة

نفس المقهى

ونفس المحطة

لكن مع تغيير بسيط

سأحاول لفت انتباهها بإشارة أو حركة من يدي

سأحاول إخبارها بأني هنا لأجلها

بأني غيرت عاداتي من فرط جمالها

وبأني أهيم كل يوم في تفاصيل كلها من تأليفي

لأفاجئها بعد أيام بجلوسي أمامها

هذه المرة لم أخطأ العربة

تمحصت النظر في وجهها دون خجل

أزعجتها بنظراتي تلك

قائلا أدركت الآن تعبي ومعاركي

لي الحق أن أزعجك بنظراتي

فقد أرهقني الأمل في وجهك من بعيد

واستغلال الثواني القليلة لإرضاء عنين لم ولن تشبع من النظر في محياك

وقد زاد جنوني يوما محاولا استقفاء أثرك منتظرا قطارات العودة جميعها

لي الحق أن أزعجك

ولي الحق في الحديث معك

ولي الحق في الحصول على رقمك

هذه المرة تناولت هاتفي سجلت رقمها

القت برأسها للوراء وأغمضت عينيها كما لو تحاول إخفاء ما تبوح به عينيها

لكن لم أترك لها الفرصة

مع إمساكي بهاتفي بدأت في إرسال الرسالة تلو الأخرى

فأصابعي لا تتلعثم

ولا تخطأ الكلمات

فرحتي لا توصف ولا تقارن بأي فرحة أخرى عند رؤيتي لابتساماتها عند قراءة رسالاتي

أقفلت هاتفها مع ابتسامة ممزوجة بكثير من الخجل

اتخدت هدنة لرسائلي لم تتجاوز فترة بقائي في القطار فما إن تركت مقعدي حتى عاودت إزعجها بكلماتي

لكن لم تجبني إلا قبل نومها بدقائق

لأجدني أطلبها هاتفيا

وبمجرد سماعي لصوتها همت في بحتها ودقة اختيار كلماتها

تهت ولم أعد لرشدي إلا بعد انقطاع صوتها لأدرك أن صوتها سرق 3 ساعات من حياتي دون أن أدرك

محادثات هاتفية ليلا

ونصية نهارا

دامت لأيام وانتهت بخاتم في الإبهام