غرام مطلقة قصة من قصص المطلقات التي يعتبرها الكثيرين مثيرة لما للعرب من نظرة و اعتبارات للمرأة المطلقة، و من ناحية أخرى هناك سيدات مطلقات يسعدهم قراءة قصص لمطلقات أخريات يعلمن مسبقا أنهن عانين من نفس الجروح و اقتسمن نفس المعانات و قاسين نفس الضغوط. المثير أكثر في قصة اليوم هو أن بطلتنا اختارت التركيز على ما بعد الطلاق.

غرام مطلقةغرام مطلقة

 

قراءة ممتعة لا تبخلوا عنا بتعليقاتكم التي نتمنى أن لا تكون جارحة
يمكنكم التواصل مع كاتبة القصة عبر صفحتها على الفايس بوك ستجدنوها آخر الموضوع

الأرملة أو المطلقة في مجتمعنا العربي بصفة عامة ينظر إليها كجسد ليس من حقه لا أن يُحِب أو يُحَب، إنتهت شخصيتها و كيانها إنتهت مدة صلاحيتها مهمتها الآن هي صون فرجها و تربية أبنائها. حتى العمل في بعض الأحيان ينظر لعملها بنظرة بها نوع من الشك و الريبة، تصير الأرملة و المطلقة خصوصا في نظر البعض كمومس سابقة يجب مراقبتها كي لا تعود لعادتها القديمة، حقيقة و ليست مبالغة إن أردت أن تتأكد أقترح عليك أن تنشأ حساب فيس بوك جديد باسم فتاة و ضع في معلوماتك الشخصية أنك مطلقة أو أرملة و ستنهال عليك الطلبات من جميع أنحاء العالم و من جميع الفئات العمرية و الغالبية العظمى ممن ستتيح لهم الحديث إليك ستكون أولى المواضيع التي سيناقشنوها معك هي الجنس، و إن تجاوبت معه ستجد أنه تحول إلى عاشق أحبك من النظرة الأولى أو ستجدين نفسك أمام صورة لعضوه الذكري فأنت لست سوى جسد سهل بالنسبة له، جسد متاح أمام الجميع و لا يلزمك سوى بعض الكلمات حتى تصىرين لقمة سائغة.
لست مدركة هل هذا ناتج عن مجتمع ذكوري ينظر للمرأة بصفة عامة على أنها ضعيفة و سذاجة خصوصا إن تعلق الأمر بعاطفتها أو أنه ناتج عن أخطاء إقترفتها مطلقات و تم تعميمها على أي سيدة إنفصلت عن زوجها.

انفصلت عن زوجي الذي كنت أعتبره نصفي الآخر فبعد علاقة امتدت طيلة 8 سنوات بحلوها و مرها وجدت نفسي مقبلة على باب موصدة، أمامي خيارين سوى أن أكمل و ربما سأجد نفسي بعد عام أو عامين مدمنة أقراص مهدئة أو ربما نزيلة مصحة للطب النفسي أو أن أوقِف هذه العلاقة و أكسِب راحة بالي.

كنت ساذجة أتخيل أن الزواج هو الحب و كل تلك التفاصيل سيعالجها الحب، خيل لي أن أي مشكلة ستواجهنا سنعالجها بالحب ظننت أن بالحب ممكن أن نصنع العجائب لكن الواقع شيء آخر خصوصا بتواجد عائلات تتدخل في كل التفاصيل و تفرض رأيها في كل شيء. أولى المشاكل كانت بسبب عملي لطالما أحسسني قبل الزواج بأنه مفتخر بعملي و بدبلوماتي لكن بعد الزواج و الاستقرار تحت سقف واحد بدأ يترك لي انطباع أنه منزعج من كون دخلي مرتفع مقارنة بدخله فصار يحملني بعض من المسؤوليات التي كانت في البدأ من مسؤولياته توخيت له جميع الأعذار، كنت أحسبه نصفي الآخر و ليس هناك فرق بيني و بينه لكن الأمور ستزداد تعقيدا بعدما فكرت في شراء سيارة جديدة و تسجيلها بإسمي لم يستسغ الفكرة مطلقا، صار ينتقد أي شيء ليس لشيء النقذ من أجل النقذ لا غير، بل حتى تأخرنا في الإنجاب صار عيبا ألصقه بي، التسمت له كل الأعذار لكن بالمقابل هو لا يكترث لما يقوله و بما ينعتني به. لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي بعدما اكتشفنا أنني عاقر.
تكسر كل شيء بنيناه لكم أن تتخيلوا بقية القصة خصوصا بعدما وصل الخبر لعائلته، لم أعد أتحمل كلامهم كلام صرت أسمعه كل يوم كما لو أن العقم كان من اختياري، لم أجد حلا غير الطلاق. إختيار حاولت عائلتي ثنيي عنه لكني أفضل راحة بالي و تجنب مشاكل و آلام أنا في غنى عنها.
من حسن حظي لم تمر سوى أيام قليلة على طلاقي حتى تلقيت عرض عمل أفضل، انهماكي في منصبي الجديد مكنني من تجاوز تلك المرحلة بسهولة أكبر، فبنشغالي طوال الوقت بالعمل لم يتبقى لي وقت شاغر أفكر فيه في ما مضى و أتحسر على أيام ضاعت من عمري بسبب سذاجتي و نظرتي للحياة من منطلق عاطفي بعيدا عن العقل.
حاليا أعتبر نفسي أرملة و لست مطلقة فالشخص الذي أحببته و كنت خير سند له ماديا و معنويا مات، مات بعد عدة أشهر من الزواج.
بعد الطلاق لاحظت إهتمام غريب من غالبية الذكور ظننته في الأول شفقة على فتاة في عمر الزهور خرجت للتو من علاقة فاشلة، لكن يوما تلو الآخر بدأت أكتشف أن غالبية ذلك الاهتمام ليس سوى طمع في جسدي و كأني بطلاقي هذا سيصير الجنس أولى أولوياتي. لكن الواقع عكس ذلك نهائيا صار عملي و عائلتي أولى أولوياتي، الكل كان يشهد أنني مرأة بألف رجل و عملي خير دليل.
لكن من حين لآخر كنت أنشئ علاقات جديدة في حدود الواقع الافتراضي ففي الحقيقة لم أغلق باب الزواج و الحب نهائيا لكنني قررت أن لا أصير لقمة سائغة، كنت من الحين للآخر أقبل طلبات الصداقة على الفيس بوك منها من كانت من طرف زوجي السابق فقد أنشأ حسابات بأسماء مختلفة لا أدري دافعه للقيام بهذا فقد كنت أكتشفه من خلال طريقته في الكلام فمهما حاول تغيير طريقة كلامه كنت أكتشفه و عندما أصارحه كان يقر لي بأنه لم يستطع نسياني و أن حبه لا زال يسطون قلبه …. لكني لم أُدخل كلامه هذا لعقلي فأنا لست مستعدة للرجوع للوراء أصبحت. من وقت للآخر أتحدث لمن يود الحديث إلي أتحدث بغرض الحديث فقط ليس لشيء آخر لكن معظم من تحدثت إليهم مهما بلغت مكانتهم الاجتماعية و الثقافية تتغير طريقتهم في الحديث إلي بمجرد معرفتهم بحقيقتي و بأني مطلقة، مرارا شككت أن العيب في ظننت أن اعترافي بأنني مطلقة بعد ما أخفيتها لمدة كما لو أنني أعترف بها من باب الاعجاب بالشخص الذي أحدثه أو شيء من هذا القبيل.
مرت 3 سنوات و نصف و أنا على هذا الحال لأجد نفسي بدأت أتعلق بشخص من رواد الفايس بوك لم ألتقي به قط و لم يطلب مني ذلك و لم يحادثني عن الجنس، أنجذبت أكثر لشخصيته و للطريقة التي يدير بها حياته و كيف ضحى بالكثير من الامتيازات من أجل تحقيق حلمه وجدت فيه أصالة الرجل العربي و تفتح الرجل الغربي و الأجمل نظرته للحياة بتفاؤل قل نظيره مع ما نعانيه. وجدته مختلفا و فعلا كان مختلفا حتى في مطمعه اتجاهي، لم يطلب مقابلتي و لا صوري بملابس خفيفة و مثيرة كما يطلب الغالبية فبعدما أحس بثقتي فيه و انجذابي له بدأ يقترح علي اقتراحات من قبيل مشاركته في أحد مشاريعه المستقبلية، لكن تحفظت عن هذا كونني لا أعرفه عن قرب و لا أعرف عنه شيء غير ما هو منشور على بروفايله و بعض المعلومات البسيطة التي سبق له أن أخبرني بها، تفاجأت في أحد الأيام خلال استراحة الظهيرة باتصال هاتفي منه يخبرني بأنه بحاجة لمساعدتي كون أحد الشركات التي يتعامل معها تأخرت في منحه مستحقاته و الآن هو ملزم بأداء ما بذمته اتجاه الجمارك كي يتمكن من استخراج بضاعته التي استوردها مؤخرا و لا زالت عالقة لدى الجمارك و أن كل يوم تأخير يزيد من المبلغ الذي يتوجب عليه أداؤه، لم أجد أي سبب مقنع كي أرفض طلبه فكان ردي أن طلبته منحي بعض الوقت كي أتمكن من توفير المبلغ الذي طلبه (ما شجعني على هذا هو كون المبلغ الذي طلبه ليس بالمبلغ الكبير لقد ذبر غالبية المبلغ لكه ملزم بدفع المستحقات الجمركية كاملة) و في تمام الساعة 3 زوالا وجدته أمامي في المكان الذي حددناه سلفا كانت تلك أول مرة نلتقي فيها و أشاهده مباشرة، كان اللقاء خاطفا كونه كان ملزما باتمام الاجراء ات الإدارية قبل إنقضاء ساعات العمل، في المساء شكرني جزيل الشكر على مساعدتي له و ثقتي … لكن ما صدمني هو عدم مدحي عكس غالبية الرجال تمنيت لو استطعت أن أحرك شيئا بداخله
… لكن من جهة أخرى معاملته هذه الذي يشوبها نوع من البرود أعطتني الثقة بأنه ليس نصابا و فعل حدس لم يكن مخطأ هذه المرة فبع عشرة أيام بالتمام رن هاتفي مجددا فدعاني لمقابلته في أحد الكافيهات لكي يرجع لي المبلغ الذي سلفته إياه فعلا المبلغ كان كاملا مرفوقا بكلمات شكر و في خلال حديثنا قدم لي فكرة أكبر عن مجال عمله و الشركات التي يشتغل معها أعطاني لمحة شاملة للعمليات التي يقوم بها فزادت ثقتي به ليست الثقة فقط بل حتى زاد من إعجابي به فطريقة حديثه و معاملته أعجبتني أكثر و أكثر.
كل هذا جعلني أقبل عرضه الذي سبق له أن عرضه علي بمشاركته في العمليات التجارية و اقتسام الأرباح فبحكم عملي استطعت أن أن أدخر مبلغ مهم لم تكن لدي أي فكرة عن فيما ممكن لي أن أسثتمره غير تغيير السيارة أو السفر … وجدت عرضه مهم جدا بدل إبقاء فلوسي تلك راكضة في البنك. قررت أن أستثمر معه %90 من المبلغ الذي سبق لي أن ادخرته لكن الصدمة هي عندما مكنته من ذلك المبلغ (فص ملح و ذاب) لا أثر له، ساذجة لك الحق دي ذلك فثقتي العمياء جعلتني لا أفكر في التحري عنه لم أعرف حتى محل سكناه، لم ألزمه بتقديم أي ضمان بل حتى النقود سلمتها له مباشرة و ليس عبر البنك أو أي وسيط.
تحطمت اكتشفت أن الحياة لا زالت لم تعلمني شيء و أنني كنت لقمة صائغة بالنسبة لمحتال أفرحني عندما أحسست أن جسدي ليس من بين أهدافه لكن مالي كان هو الهذف شقى عمري قدمته له بسهولة و بدون أي قيد أو شرط.

استخلصت أن علي الإحتياط من أي شيء صرت أشك في أي شيء لا أثق في أحد حتى إخوتي. أحيانا أشك أنني أُصِبت بالوسواس القهري

بعد مدة من الكئابة و الانغلاق قررت أن أغير من نظام حياتي فتفكيري بهذه الطريقة سيجعلني مدمنة أقراص منومة و ربما فيما بعد مدمنة زيارة الأطباء النفسيين.

سافرت لوحدي لأحد القرى الساحلية مستفيدة من فصل الشتاء و خلوها من الزوار، اختليت بنفسي حاولت مراجعة أفكاري و تجديد أهدافي، استخلصت أن ما خسرته في المرحلة الأخيرة ليست سوى الماديات (حقا هي شقايا) لكني أنا من صنعتها ليس هي و إن بقيت حبيسة تلك القصة فلن أستطيع المضي قدما قررت نسيانها و تجنب التفكير فيها بأي طريقة. استخلصت أنني أضيع أزهى سنوات حياتي في لا شيء ليست لي هوايات و لا وقت فراغ أقضيه فيما أحب، أعيش بدون هدف.

 

قررت التغيير

أول شيء قمت به بعد رجوعي هو التسجيل في أحد نوادي التنس، كان حلمي منذ الصبى لكني لم أمارسه قط كون التسجيل بتلك النوادي مكلف ماديا. لكني الآن باستطاعتي التسجيل و الممارسة بأفضل النوادي. كانت فكرة جد ممتازة رغم أنني وجدت بعض الصعوبات في الاندماج بحكم أنه لم يكن لي أي معارف بذلك النادي لكن استطعت الاندماج و خلق صداقات جديدة و معارف استفدت منها فيما بعد.ريهام صديقتي الجديدة و أعز صديقاتي حاليا هي أيضا من معارف النادي ساعدتني على تغيير حياتي و جعلتني أكثر جرأة و قوة في مواجهة الحياة، صرت قوية أكثر لا أهاب ما هو قادم لا أهاب أي شيء تحررت من كل تلك القيود التي كانت تلزمني كوني امرأة مطلقة و يزمها ما يلزمها كي يرضى عنها المجتمع. صرت أستغل كل ثانية من حياتي، خروج سفر سهرات “عمل كل اللي نفسي فيه” تعرفت على شبان بدون أي حرج أو خوف كوني مطلقة واجهتهم بكل أريحية و استخلصت أن نظرة الشخص لنفسه تؤثر في نظرة الآخرين له.

وقعت مجددا في الغرام أحببت

حبيت و اتحبيت، أحبني من دون أي مشاكل بدون الغوص كثيرا في ماضي. أنا أيضا تغيرت فكرت في الحب و في ما نتقاسم من حب و ليس في الزواج و كيف سينظر لي الناس إن لم أوثق علاقتي معه بعقد رسمي، فحبه لي و دلعه و إحساسي بؤنوثتي بجواره كان كاف لي. لقد عشت سنوات عجاف عانيت خلالها من الجفاف العاطفي فرزقني الله بهذا الشخص الذي عوضني عن كل تلك الآلام التي عانيت منها.