قصص رومانسية : سيدة أعمال

أعجبني من النظرة الأولى
لكن إعجاب بسيط وعادي، فالعديد ممن نصادفهم ينالون إعجابنا
لكن تفاصيل بسيطة تختلف من فرد لآخر
هي من تغير كل شيء
هي من لها القدرة على تغيير المواصفات
والتنازل عن بعض الضروريات
تلك التفاصيل هي من تجعل منه الحبيب
والجرح والطبيب
تفاصيل تدخله نطاق الأولويات
تجعل منه مركز الحياة
ذلك الاعجاب البسيط تحول بسرعة لحب
تحول ليال طوال أقضيها في التفكير به
وتفكير بمستقبل أراه فيه قائده

سحره هو خجله وعفته

رغم مظهري ولباسي وشكلي
ظل ينظر لي كما لو أنني عفيفة العفيفات
رغم دخان سيجارتي كانت عيناه لا تتجاوز أسفل رجلي
قد يخيل لك أنني متسلطة أو عاشقة لمن يتذللون لي
ولمن أظهر لهم الكثير من الاستعلاء
لكنني لست كذلك
فقط لكون هذا النوع هو من ظل يتودد لي ويتقرب مني
ظننت أن كبريائي وهبتي تسقط فقط تلك الأنواع في حبالي
رأيتني في عينيه طاهرة نقية
رغم أن نظراته كانت خاطفة وتمليها فقط المهنية
ضحكت كثيرا لما وجدتني أفكر فيه بجدية
أول ما فكرت فيه
سيدة أعمال مرتبطة بنادل مقهى
ضحكت لأنني أدركت أني بدأت أسقط
أدركت أن رجلي بدأت تتلخبط بين شباكه
بين نظارته الخاطفة وابتساماته
بين صوته الناعم وحركاته
صرت أراقبه
صرت زبونة وفية فترة دوامه
لكن
فرغم كل ذلك لم يتغير شيء
لا زال يعاملني كما لو كانت أولى زياراتي لذلك المقهى
لا زال يسألني عن طلبتي رغم عدم تغييري إياها
لا زال يطأطأ رأسه عند اقترابه من مقعدي
ماذا أفعل إذن
كبريائي وغروري يمنعاني من التنازل
يمنعاني من التزحزح من برجي
يمنعاني من إرسال ولو أبسط إشارات مني
بل كنت على يقين أنهم سيمنعاني حتى ولو اتخذ هو البادرة
رغم عشقي له وهيامي به
كنت أحس أنها ربما فقط تهيئات
أحلام لا يجب تحقيقها
كانت هناك أصوات خفية نابعة من الداخل تمنعني
تجبرني على استخدام مكابح لابتساماتي اتجاهه
فرامل لتعابير وجهه أمامه
عليه ألا يحس بأي شيء
صديقاتي زدن من مقاومتي
اقتنعت بأفكارهن وبأن تلك الطريق حتى وإن تيسرت فهي طريق مسدود
قررت السفر محاولة مني أن أغير نمط تفكيري
أغير اتجاه قلبي ومشاعري
سافرت رفقت أبنائي
سفر وجدت من خلاله فرص أعمال جديدة
غيرت من أفكاري وزادت من انشغالاتي
لأجد أفكاري ابتعدت عنه وعن تفاصيل
بعد رجوعي لمكتبي صدمت بوجوده
سألت عن غرضه ومقصده
قيل لي أنه طلب في مقابلة عمل

خفق قلبي بسرعة

أحسست أنها الفرصة لأتلذذ في التنكيل به
رغم عدم إساءته لي
إلا أنني أحسست وللمرة الأولى أنه كان عليه أن يفكر بي قبل أن أفكر به
كان عليه أن يشغل باله بي قبل أن يشغل بالي به
كان عليه أن يجعلني محور اهتماماته قبل أن يستعمر خيالي
قررت الانضمام لتلك المقابلة
طلبت نسخة من سيرته وانتقدت عدم توفره على نسخ عديدة ملونة
عاملته كما لو أن عيني لم يسبق لها أن رأته
وقلبي لم يخفق لرؤيته
للأسف رغم خجله ظل لبقا ذكيا ومتمكنا
وافقت في الحال على انضمامه رغم جهلي التام بمنافسيه في ذلك المنصب
تلك الدقائق العشر التي قضيتها أمامه مراقبة لإجاباته وانفعالاته
تلك الشخصية الجديدة التي اكتشفتها للتو
لم يمنحاني وقتا لتجنب الغرق أكثر في حبه
رفض المنصب معللا ذلك بسوء معاملتي له
انسحبت مسجلة رقم هاتفه
لأجدني أتصل ليلا
محادثة بدأت بالكثير من التهكم
وانتهت بانبهار شديد بكلماته
انبهار بأفكاره وطموحاته
بدكائه وخفة دمه
ليعترف لي أنني أوقعته خلال نزولي من السيارة لحظة زيارتي الأولى لذلك المقهى
لكن خوفا من فقدان مصدر رزقه
وخوفا من تلك الصورة السلطوية التي تتكون لكل من يقترب مني
خوفا من الرفض الذي كان بالنسبة له أمرا حتميا
فضل التراجع والاستسلام لقوى أقنعته أنه غير مناسب لي
لكن القدر كانت له وجهة نظر أخرى
ليصير حبيبي وزوجي وسندي في كل حياتي

قصص رومانسية من تأليفي الخاص، للمزيد من القصص والخواطر يمكنكم زيارة صفحتي على الفيس بوك : https://bit.ly/3vm5dpE