غرقت قصة رومانسية حزينة لحب مستحيل وخيالي رغم أن بطلته حقيقية، حب فاق كل درجات العقل وصار نوعا من الجنون، عرقت في حب مستحيل
غرقت
ربما لم أحببه، بل لم أتخد قرار حبه
بمعنى أصح ليس قلبي من اتخذ قرار حبه
ليست عيني من هامت في جماله وتفاصيل وجهه
ليست أذني من ذابت في عذوبة صوته ورقي كلماته
ليس أنفي من سحر بعطره
ليس عقلي من خاض في تفاصيل وحلل أفعاله
أنا ورثت حبه، حبه فطري، جيني
ورثته من أم وأب جمعهما حبه
وأنا نتاج لحبه
ليس حمق بل حب جيني
ليس حمق رغم كون كثيرين منكم سيعتبرونه كذلك
اعتبروه ما شئتم فهو جيني
موروث
غير متحكم فيه
حبيبي تجاوزت شهرته كل الحدود
حبيبي يعرفه الصغير قبل الكبير
أجيال بمختلف أعمارها تعرفه وتحفظ الكثير من تفاصيله
هذه الأخيرة نلتها أنا من نهد أمي
حبيبي ما هو إلا عبد الحليم حافظ
رغم أن إدراكي لم يكتمل إلا بعد مماته
وصورته لم تكتمل إلا بأفلامه
وشخصيته سوى بأغانيه وآدائه
إقرأ أيضا:
- قصة عيد الحب التي جعلت من 14 فبراير عيد للحب
- روايات قصيرة رومانسية كلها حب وعشق وغرام
- قصص حب رومانسية قصيرة أقوى حب وأجمل غرام
أحببته
كبرت باحثة عن نسخة منه
نسخة طبق الأصل منه
دون استثناء ات أو تحفظات
تعلقت أحيانا شبيهين له
بمن لهم أصوات قريبة من صوته
بمن لهم شخصية تميل لشخصيته
لكن لا أحد منهم زحزحة من عرشه
لا هم
ولا غيرهم ممن تعلقوا بي أو أحبوني
فأنا كنت سجينة للعندليب
تعلمت الرسم من خلال نسخ صوره
من خلال خطوط شعره
من خلال التحديق في عينيه
من خلال التأمل في شفيته والغيرة ممن داعبوها
تعلمت الشعر من خلال كلمات أغانيه
من خلال كلمات فصلتها على مقاسي
كلمات عايشتها بتفاصيلها
أحسستها بقلب أظن أنه عايش كل تلف التفاصيل من قبل
أدمنت الموسيقى بسببه
مع روائعه عرفت تفاصيلها مقاماتها أدواتها
بقيت وحيدة طيلة سنوات
لم أستصغ الارتباط بغيره رغم عدم وجودة ولو للحظة في حياتي
رغم عدم اكتراثه بي
رغم عدم معرفته جملة وتفصيلا حتى بوجدي
أحببته وهو في حياة غير التي أعيشها
أخيله أحيانا في جنته بين أحضان أخرى
بين أحضان واحدة من حبيباته
أو بينهن جميعا
لكن من المستحيل أن يتجاهل حب كهذا الذي أحسه اتجاهه
هذا المستعمر الذي عبث بي
وأوصلني لأشد درجات التعلق جنونا
جنون دفعني لتقفي أثره
البحث عنه بين مواليد عائلته
زرته بلده
وبلدته
رغم المسافات والبحور التي تفصلني عنها
جنوني هذا ليس بالجنون
هو إرث
لن يرثه بعدي أحد
عذبني وأداقني حلاوة ليس بمقدرة غيري استطعامها
العيب ليس بعيبي
فحتما القلب ليس بقلبي
ولا العقل بعقلي
الجسد ملكي أما الروح
هي لجسد ميت
لكن روحه مازالت متشبثة بماض متفرد
روح لازالت مخلصة لمن أحبت
رغم نسيها لتفاصيل سجنتها حتى بعد مماتها
تفاصيل حرمتها من أبسط حقوقها
تفاصيل أجهضت أحلامها
تفاصيل حطمت أحلام الكثيرين
تفاصيل ضحاياها كثر
لكني أنا الضحية الأولى والأخيرة
ضحية لآخر أيام العمر
ضحية ليس لها من منقذ أو منجد
ضحية سجينة للدموع والتخيلات والأحلام
أسحب أحلام فهي كلها تخيلات